الخيمياء والكيمياء في عصر الحضارة الإسلامية

الخيمياء والكيمياء في عصر الحضارة الإسلامية

 

يعتبر العلماء العرب هم أول من اكتشف وعزل عدة حموض جديدة، مثل حمض النتريك وحمض الكبريت باستخدام أجهزة جديدة مثل الإنبيق، وبعمليات كيميائية مثل التقطير الخاص. صنع جابر بن حيان أهم الحموض المعدنية مثل حمض النتريك وحمض الكبريت وحمض الهيدروكلوريك، وبقيت من أهم المركبات في الصناعة الكيميائية لأكثر من ألف عام.

 

الخيمياء والكيمياء في عصر الحضارة الإسلامية

يقول الخوارزمي في كتابه مفاتيح العلوم:

 

 

 

 

 

 

 

 

اسم هذه الصناعة، الكيمياء، وهو عربي، واشتقاقه من، كمى يكمي، إذا ستر وأخفى، ويقال، كمى الشهادة يكميها، إذا كتمها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وتدل هذه التسمية على دراسة كل من الخيمياء (الكيمياء القديمةوالكيمياء العملية الحديثة من قبل العلماء المسلمين والعالم الإسلامي خلال القرون الوسطىوكلمة خيمياء (بالإنجليزيةAlchemy)‏ نفسها مستمدة من الكلمة العربية «الكيمياء».

بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، انتقل وتركز التطوير الكيميائي في الإمبراطورية العربية والحضارة الإسلاميةإن الكثير مما هو معروف عن الخيمياء الإسلامية مصدره في الحقيقة من الكتابات المنحدرة عبر السنين والمحفوظة كترجمات عربية. كثيرًا ما تداخلت دراسة الخيمياء والكيمياء في العهود الأولى من عمر العالم الإسلامي، ولكن ظهرت في وقت لاحق نزاعات بين الخيميائيين التقليديين والكيميائيين العمليين الذين رفضوا تصديق الخيمياء. يعتبر الكيميائيون والخيميائيون المسلمون هم أول من استخدم المنهج العلمي التجريبي (كما يمارس في الكيمياء الحديثة)، في حين وضع الخيميائيين المسلمين نظريات عن تحويل الفلزات، وحجر الفلاسفة، والتكوين (حياة اصطناعية للحياة في المختبركما هو الحال بالنسبة للخيمياء في القرون الوسطى في أوروبا، على الرغم من أن هذه النظريات الخيميائية رُفضت من قبل الكيميائيين المسلمين العمليين في القرن التاسع وما بعده.

وقد عرف المسلمون أعمال الخيميائيين المكتوبة باليونانية، وكانت في الغالب تعنى بالمعادن ولاسيما محاولة إنتاج الذهب من فلزات خسيسة، أو بفكرة إطالة العمر والمحافظة على الشباب. خلال القرن الثامن الميلادي برزت شخصية جابر بن حيان (حوالي سنة 815 م) والذي يُعد أعظم الخيميائيين العرب وينسب إليه نحو خمسمائة كتاب يتناول الكثير منها الموضوعين المذكورين (إنتاج الذهب وإطالة العمر)، برز بعد جابر بن حيان الطبيب المشهور أبو بكر محمد بن زكريا الرازي ذو المقدرة العقلية الفائقة، والذي تحول من الخيمياء النظرية إلى الكيمياء العملية كما يتجلى في كتابه «الأسرار» الذي كشف فيه عن إنكاره لمحاولات إنتاج الذهب والفضة أو إطالة العمر، أما أشهر المؤلفات الكيميائية بعد ذلك هي تلك المنسوبة للعالم الأندلسي مسلمة بن أحمد المجريطي (حوالي سنة 1008 م)، ثم كتاب أيدمر الجلدكي المصري (قرابة سنة 1342 م)، وظلت كل هذه الكتب المرجع الأساسي للأوروبيين حتى وقت قريب من العصر الحديث.

شرح الرازي في كتابه «الأسرار» ما كان يستعمله في معمله من مواد وأجهزة وآلات انتقل الكثير منها في الترجمات الأوروبية بأسمائها العربية، شملت العمليات التي أجراها الرازيالتقطير والتكليس والتذويب والتبخير والبلورة والتصعيد والترشيح والتشميعأما فيما يتعلق بالكيمياء الصناعية فيتبين أن العرب قد سبقوا الأوروبيين بقرون في تقطير الكحول واستخلاص مختلف أنواع الزيوت وصناعات العطور واستخراج النفط وتكريره (قبل أن يحظى بأهميته العالمية) وتحضير الحوامض والقلويات.

 

wikipedia