الرقم الأوكتاني والبنزين خالي من الرصاص / الدكتور رعد محجوب مصلح

الرقم الأوكتاني والبنزين خالي من الرصاص / الدكتور رعد محجوب مصلح

الرقم الأوكتاني والبنزين خالي من الرصاص

تردد مؤخرا في وسائل الإعلام مصطلح الرقم الأوكتاني والبنزين خالي من الرصاص حيث يجهل الكثير من الناس ماذا تعني هذه الكلمات علما أن الأغلبية تتعامل معها يوميا من خلال زيارتهم لمحطات تعبئة الوقود المنتشرة في جميع أنحاء العالم.

وفي هذا المقال أود أن اوضح بصورة مبسطة بعيدا عن التعقيدات العلمية ماذا تعني هذه الكلمات لتشكل بعض المعلومات البسيطة وخلفية علمية لما تعنيه هذه المصطلحات التي نراها يوميا مثبتة في محطات تعبئة الوقود.

اذ تقاس جودة البنزين المستخدم كوقود لوسائط النقل برقم الاوكتان (Octane Number) فكلما كان الرقم مرتفعا كانت جودة البنزين وكفاءته عالية والعكس صحيح , فالبنزين الممتاز (Supper) ذو رقم أوكتان أعلى من البنزين العادي (Regular) وهذا الرقم يختلف من بلد الى أخر.

فبعض الدول تعتبر البنزين الممتاز ذو رقم أوكتاني 59 والعادي 09 وبلدان أخرى تعتبر الممتاز 79 والعادي 09 وهكذا وفي بعض البلدان توضع علامات على المضخات أو تلون بألوان تدل على نوعية البنزين مما يسهل على المستهلك للإتجاه الى المضخة المناسبة لبنزين سيارته.

وسأوضح هنا ماذا يعني الرقم الأوكتاني وكيفية رفعه في البنزين وهما سأعود بعض الشيء الى عملية إحتراق الوقود في محرك السيارة فمن المعروف أن البنزين يبدأ بالإشتعال في غرفة الإحتراق (السلندر) بواسطة الشرارة التي تعطيها شمعة الإحتراق عند تشغيل السيارة وفي حالة كون البنزين وذلك بزيادة الرقم الأوكتاني للتخلص من القرقعة وتنظيم عمل محرك السيارة.

فبعد إستخدام الهبتان كوقود فإنه يسبب قرقعة ومشاكل في محرك السيارة أما إذا إستخدمنا الإيزو أوكتان فلا تحدث قرقعة ويكون عمل المحرك منتظما لذلك تم إعتماد الرقم الأوكتاني صفرا لمادة الهبتان والرقم الأوكتاني لمادة الأيزو أوكتان يساوي مئة وقد تم إعتماد ذلك كمقياس للرقم الأوكتاني.

ولذلك يعتقد كثير من الناس أن البنزين يحتوي على الرصاص ويتم إضافة بعض المواد الكيميائية لإزالة الرصاص منه وهذا الإعتقاد خاطيء.

فالحقيقة أن البنزين لا يحتوي على الرصاص ولكن كما ذكرنا سابقا يجب رفع الرقم الأوكتاني للبنزين لمنع حدوث القرقعة وهذا الأمر يتطلب إضافة مواد كيميائية الى البنزين لرفع الرقم الأوكتاني .

وفي السنين الماضية قامت مصافي تكرير النفط بإضافة مادة كيميائية تسمى رابع أثيلات الرصاص الى البنزين لرفع الرقم الأوكتاني ومن هنا جاء الرصاص الى البنزين وفي الفترة الأخيرة ثبت علميا أن الرصاص له أثار سلبية كبيرة على البيئة والصحة العامة وقد أدى ذلك الى حدوث أمراض مستعصية للأنسان وخاصة الأطفال وثبت أن النسبة العالية من الرصاص في الهواء تأتي من إحتراق وقود السيارات لذلك تم إستبدال مركبات الرصاص بمركبات أقل ضررا على الصحة العامة وأكثر صداقة للبيئة ومن هذه المواد المستعملة حاليا كبديل مركب ميثيل ثلاثي بيوتيل (MTBE) والذي تنتجه شركات عالمية كبيرة من ضمنها الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وبكميات كبيرة جدا.

وقد أظهرت الدراسات والبحوث العلمية مؤخرا بعض الشكوك حول مادة (MTBE) حيث ثبت أنها تسبب تلوث المياه السطحية والجوفية عندما تتسرب إليها وبالتالي تؤدي إلى حدوث أمراض للإنسان لذا بدا التفكير حاليا بإستبدالها بمادة أقل ضررا ومن المواد المقترحة حاليا مادة الفينول (PHNOL) لذا فإن بعض الدول بدأت بالتريث بإستخدام مادة الـ (MTBE) لحين ظهور نتائج الأبحاث النهائية.